أصغر طائر على سطح الأرض

أصغر طائر على سطح الأرض؟

تعدّ الطيور من مجموعات الحيوانات ذوات الدّم الحار، وتتميز بأنّها مغطاة بالريش الأمر الذي يحقق لها الحماية ويساعدها على الطيران، وإلى جانب ذلك فهي تمتلك جناحان، وقد تطوّرت عضلات صدر الطيور بشكلٍ كبير بحيث تكمن أهميتها في مساعدة الطيور على خفق جناحيها بقوّة وكفاءة،^[١] وبشكل عام تتراوح الطيور بشكل كبير في أحجامها، ويعد طائر النحلة الطنان (Bee Hummingbird) (الاسم العلمي: Mellisuga helenae) أصغر الطيور على سطح الأرض؛ فهو يزن فقط ما يُقارب من 2 غرام، وطوله قد يزيد بقليل عن 5.5 سم، إذْ يزيد حجمه بالكاد عن حجم النحلة.^[٢]

خصائص طائر النحلة الطنان

بالإضافة إلى مما سبق هناك خصائص أخرى يتميز بها طائر النحل الطنان، وأهمها:^[٣]

أماكن العيش

يشكّل المنقار والذيل حوالي نصف حجم طائر النحلة الطنان، وهو يعدّ أصغر طائر إلى جانب أنّه أصغر الفقاريات ذوات الدم الحار، ويتواجد هذا النوع من الطيور الطنانة في كوبا وجزيرة الصنوبر،^[٤] إذ تتمتع هذه المناطق بمناخ شبه استوائي رطب مع عدم وجود ظروف موسميّة متطرفة، وهي البيئة المناسبة لطيور النحل الطنان، حيث تفضل هذه الطيور المناطق التي يوجد بها نبات سولاندريا جراند فلورا (solandria grand flora)؛ وذلك لأنّها توفر مصدرها المفضل للرحيق.^[٣]

على الرغم من أنّ طيور النحل الطنان قدْ تعيش على ارتفاعات عالية ومنخفضة، إلّا أنها تفضل الأراضي المنخفضة، وبالتالي يمكن العثور عليها في الغابات الساحلية والداخلية، وفي الوديان الجبلية، ومناطق المستنقعات، وفي الحدائق.^[٣]

الخصائص الجسمية

من الخصائص الجسمية المتعلقة بطائر النحلة الطنان ما يأتي:^[٣]

• المنقار: تمتلك طيور النحل الطنان مناقير مستقيمة وقصيرة نوعًا ما عند مقارنتها بأنواع الطيور الطنانة الأخرى.
• عضلات الطيران: لدى طيور النحل الطنان عضلات طيران متكيّفة بشكل خاص، والتي تشكل ما بين 22 إلى 34 في المائة من إجمالي كتلة جسمها، بالإضافة إلى أنّ لديها مفاصل كتف خاصة بهم تسمح لها بالدوران 180 درجة، وتهتز أجنحة الطيور الطنانة بسرعة كبيرة بحيث تصدر صوت طنين، وهو السبب وراء تسميتها بهذا الاسم.
• تمييز الجنس: من أهم ما يميز طائر النحل الطنان أنّ إناثه أكبر حجمًا بفارق بسيط عن الذكور، في حين أنّه يمكن تمييز ذكورها بألوانها الزاهية، كما يكون ريش المنطقة عند حناجرها قزحي اللون.

النمو

عندما تفقس طيور النحل الطنان الجديدة لأول مرة فإنها تكون عمياء ويغطيها القليل من الريش، ولكنها تتميز بنموها السريع، بالإضافة إلى ذلك تميل صغارها إلى ترك العش فقط بعد أن يكتمل نمو ريش أجنحتها، والذي يكون يشبه إلى حد كبير ريش طائر النحلة الطنان البالغ، وذلك بعد مرور ما يُقارب من 22-24 يومًا بعد الفقس.^[٣]

الغذاء

تفضّل طيور النحل الطنان الغذاء على الرحيق، بحيث يكون تركيز السكروز فيه من 15 إلى 30 في المائة؛ وذلك بسبب عملية التمثيل الغذائي السريع لديها، كما أنّها تحتاج إلى كمية كبيرة من المغذيات وتقضي ما يصل إلى 15 في المائة من وقتها في الأكل.^[٣]

التكاثر

من المعروف أن طيور النحل الطنانة تعيش حتى 7 سنوات في الحياة البرية، و10 سنوات في الأقفاص أي عندما تكون سجينة، أما عن التزاوج فيقوم الذكر في طيور النحل الطنان بأداء أغاني لجذب الإناث، وبالتالي تختار الإناث رفيقها بناءً على أدائه، في حين أنّه قد يتزاوج الذكر الواحد مع عدة إناث في الموسم الواحد، ويحدث التكاثر عادة في نهاية موسم الأمطار وفي بداية موسم الجفاف عندما تزهر العديد من الأشجار والشجيرات.^[٣]

يمكن أن يحدث التزاوج في طيور النحل الطنانة أثناء التحليق في الهواء أو أثناء استقرارها، وتضع الإناث عادة بيضتين بحجم حبة البازلاء، ويكون البيض بيضاوي الشكل ولونه أبيض، وتستمر فترة الحضانة من 14 إلى 23 يومًا وتفرخ صغارها بعد 18 إلى 38 يومًا، ومن الجدير بالذكر هنا أنّه تقوم الإناث بأول محاولة للتزاوج عندما تبلغ من العمر سنة واحدة، كما أنّها تحمل مسؤولة رعاية صغارها بالكامل، حيث تبني الإناث عشًا صغيرًا على شكل كوب بجدران سميكة نسبيًا مصنوعة من الطحالب واللحاء، وشبكات العنكبوت.^[٣]

السلوك

طيور النحلة الطنان هي طيور نهارية؛ وذلك بسبب المناخ الذي يعيشون فيه، ولا حاجة لديهم للهجرة لمسافات طويلة، كما أنّ هذا النوع قادر على الطيران بسرعة 40 إلى 50 كيلومتراً في الساعة، وتتمتع طيور النحلة الطنان بمهارات فريدة في الطيران، حيث إنها قادرة على الطيران بشكل مستقيم لأعلى وللأسفل وللخلف وحتى رأسًا على عقب، كما أنها لها القدرة على البقاء ثابتة في الهواء.^[٣]